حجاب المرأة من اسمى مظاهر حريتها

270
كتب الشيخ ميثم الفريجي📝
🔹🔸أحد طلبة جامعة الصدر الدينية🔹
💠《 حجاب المرأة من اسمى مظاهر حريتها》
📝 الحرية الحقيقية من وجة نظر الاسلام تكمن في التحرّر من الشيطان ، ومن النفس الأمارة بالسوء ، ومن الشهوات ونزوات النفس ، ومن الهوى المضل ، ومن المظالم .
🔸وبكلمة جامعة الحرية : الحقيقية هي عبارة عن التحرّر من كل ما يشغل العبد عن الله تعالى ويجعله يسلك مسلكاً مخالفاً لما يريده له.
🍃 قال تعالى: (( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )) الجاثية/23
🍃 قال تعالى: (( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً)) الفرقان/43
🔹وانّما انزل الله تعالى الكتب السماوية ، وبعث الأنبياء ، والرسل لكي يحررّوا الناس من عبودية غير الله تعالى ، ويضعوا عنهم الأغلال التي تغلّهم ، وتكبّلهم ، وتقودهم إلى الهوى المضل ، ومتابعة النفس الأمارة بالسوء ، والشيطان .
🍃قال تعالى : (( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) الاعراف /157
🍃 وفي الرواية ان الإمام الكاظم (عليه السلام) كان ماراً في بعض الطرقات إذ خرجت جارية من أحد المنازل ، وكان منزلاً فخماً بهياً ،وهناك آثار للطرب ، والمجون لترمي القمامة ، وكان فيها ما يدل على أنها مخلفات خمر ، ومجون ، والعياذ بالله فسألها الإمام (عليه السلام ) : من صاحب هذا البيت ؟
قالت : مولاي بشر ، قال لها مولاك حر أم عبد ؟ ، قالت : حر ، قال : نعم ، لو كان عبداً لما عصى مولاه ، فدخلت الدار فقال لها بشر مولاها أين كنت ؟ فذكرت له كلام الإمام (عليه السلام).
فقال لها : صدق ثم خرج إلى الطريق يركض ليلحق بالإمام (عليه السلام) لأنه عرفه من أثر موعظته ، وسُمِّي على أثر ذلك بشر الحافي ، وصار صالحاً وعابداً ، وتصدَّق بكل أمواله قربة إلى الله تعالى ، وصار من الزاهدين .
🔹 وفي هذه الرواية دلالة على ما ذكرناه فإن التحرِّر من الهوى ، والشيطان ، والنفس الأمارة بالسوء ، والمجون ، والفسق ، والخمر و… والمنكرات هو الحرية الحقيقية ، أما من تُكبّله هذه الأغلال فليس حراً ، وإنما عبد لها .
🍃 قال تعالى : (( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً )) لفرقان/43
🔸وبذلك يكون الحجاب سلاحاً لنيل حرية المرأة لا أنَّه قيد يكبّلها عن نيل الحرية كما يدّعي البعض .
فالحجاب تحرّر من الشيطان ،
والحجاب تحرّر من عبودية النفس الأمارة بالسوء ، ، والحجاب تحرّر من عبودية الهوى المضل ، والحجاب تحرّر من الشهوات ، والنزوات الحيوانية ، والحجاب تحرّر من الثقافة الغربية المتحلّلة ، والحجاب تحرّر من العيوب الأخلاقية ، والحجاب تحرّر من هوس التـقليعات ، والموضات التي تسلب المرأة عفتها ، وطهارتها .
🍃 ومن هنا صار لزاماً على المرأة المسلمة المحجّبة أن تدعو ا
أُختها السافرة إلى فضاء الحرية الحقيقية الذي تعيشه بفضل طاعتها لربها والتزامها بأحكامه والتي منها الحجاب.
🍃 قال تعالى : (( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ )) آل عمران/104
🔸 ولا شك أن الحجاب خير أنزله الله تعالى للنساء ، فلا يبخلْنَ في الدعوة إليه ، ومن جهة أخرى عليها أن تتمسّك بهذا الفضاء من الحرية ، ولا تفرّط فيه ، ولا تكن من صاحبات السفور المقنّع ، أو ما يتعارف عليه بحجاب الموضة ، فيكون الحجاب مجرّد قطعة قماش ترميها المرأة على بعض شعرها ، وتلبس ما يحاكي الموضة من الملابس المقسِّمة للجسد ، والمظهرة لمكامن الفتنة فيه .
فإن هذا قبيح ، بل لعلَّه أقبح من السفور لما فيه من إهانة للحجاب الشرعي بعد أن أدركت هذه المرأة حقيقته ، وجنحت إليه وأصبحت من أهله ، ولو ظاهراً .