حركة محمد الصدر
كتب الشيخ عماد مجوت
أحد طلبة جامعة الصدر الدينية
حركة محمد الصدر
بين الرعاية الإلهية والمحجةالمحمدية
في مسار التأريخ والحركات الإصلاحية ثمة حركات لا يمكن إدراجها ضمن الحسابات السياسية والتخطيط البشري ، بل وضوح أصابع التخطيط الإلهي بادي على مفاصل حلقاتها ، قال تعالى : “﴿إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ يَقومُ الأَشهادُ﴾[غافر: ٥١] .
وأن يد الرعاية الإلهية ترعاها :﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ﴾ [الحج: ٤٠] .
وقد بين تعالى صفات الناصرين لله والناصر لهم بقوله تعالى :﴿الَّذينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَروا بِالمَعروفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ﴾ [الحج: ٤١] .
فمكنهم فاقاموا ما أمرهم به وهو نصرهم له ، فنصرهم تعالى بأن أقام دينه الذي ارتضاه على أيديهم ، قال تعالى : ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾ [النور: ٥٥] .
وتسلسل هذه الآيات القرآنية هي خيوط التدبير الإلهي الذي به يقام الدين وينتصر لرب العالمين وينتصر به تعالى لعباده .
وخيوط القدر الرباني التي نسجها السيد الشهيد الصدر “رض” في حركته الإصلاحية كانت نقط حروفها هي الرعاية الإلهية حيث كان مع الله تعالى فكان الله معه .
قال تعالى : ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ * إِنَّ في هذا لَبَلاغًا لِقَومٍ عابِدينَ﴾ [الأنبياء: ۱۰۵_١٠٦ ] .