بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
سمعتُ من المرجعِ ذكريات
توطئة :
– (ما سأكتبه هنا بعضه نصاً مقتبساً ، وبعضه مضموناً منقولاً ، وبعضه تصرفاً من قبلي لنص أو مضمونٍ ، وأحياناً بعض الاضافات .. شكلت بمجموعها كلمات ذات فائدة لن أبخل بها عليكم قرائي الكرام ) .
خلال حضوري لدرس بحث الخارج ليوم الاثنين 17 ربيع الثاني 1438 هجري الموافق 16 / 1 / 2017 ميلادي عصراً تطرق سماحة المرجع حفظه الله تعالى ورعاه في بحثه الفقهي الى مسألة مهمة عانى منها الفقهاء المصلحون وهي عدم تقبل وتفهم المشهور احياناً لبعض الاستدلالات الغريبة عليه من قيبل ما افتى به سماحته مؤخراً في 12/صفر/1438 الموافق 13/11/2016 من الاذن للمؤمنين في الخليج بتوزيع حقوقهم الشرعية .
وقال بما مضمونه من إن هذه الرخصة بتوزيع الحقوق الشرعية لا تختص بمن يرجع اليه بالتقليد – وقد أبلغ وكلائه وثقاته في تلك البلدان منذ مدة بهذا الاذن ووجهم بعدم إيصالها اليه في النجف الاشرف – فهي رخصة شاملة لكل المؤمنين، لان جميع المجتهدين العدول وكلاء للإمام المهدي عليه السلام ، ولهم صلاحية إصدار الاذن بالتصرف ، ولا يختص الاذن بمرجع التقليد كما يصوِّر المنتفعون ، ومما يدل على ذلك الرواية الصحيحة ذات السند الأعلائي التي رواها الصالح الثبت الشيخ عباس القمي قدس سره في مفاتيح الجنان عن شيخه الميرزا حسين النوري في كتاب (جنة المأوى والنجم الثاقب) عن الحاج علي البغدادي الذي وصفه بالسعيد الصالح والصفي المتقي عمّن تشير القرائن المطمئنة الى انه الامام المهدي عليه السلام أو على الاقل من ينطق عنه من خاصته .
المهم تطرق سماحته الى احتمال عدم تقبل بعضهم لهذه الفتوى – رغم أنه لم يسمع بذلك – ومستندها الواضح من دون ان يصرحوا علنا بالخدش في مضمون الرواية اللهم الا ان يقال ان نفس دعوى اللقاء بالامام عليه السلام مرفوضة وغير ممكنة وهنا يجاب بأن البحث هنا انتقل الى شيء آخر عقائدي ويدخل ضمن خلاف امكانية وعدم امكانية الإلتقاء بالامام في زمن الغيبة وكل فقيه وما يراه مضافاً أنه ذُكر في نص فتوى سماحته بأن الرجل الصالح قد يكون ناطقاً عن الامام عليه السلام من خاصته وليس بعينه ربما …
المهم أفاد علينا سماحة الشيخ اليعقوبي حفظه الله تعالى ورعاه فائدة غنية من ذكرياته الجميلة مع استاذه الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه حول نفس هذه الرواية ولكن الاستدل بها كان بشيءٍ آخر غير موضوع الخمس .
فحينما كان النقاش بين السيد والشيخ عن زيارة أمين الله المعتبرة والمشهورة والتي بدايتها بصيغة المذكر (اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ …. ) ، وهل هي مختصة بحال زيارة أحد الائمة عليهم السلام أم من الممكن أن يُزار بها إمامين كالكاظمين عليهما السلام أو العسكريين مع تثنية الضمائر ( وربما عدة أئمة عليهم السلام كما هو الحال في البقيع ) .
مع العلم أن عبارات الزيارات توقيفية لا نخرج عنها إلا بدليل معتبر .
أجاب السيد قدس سره حينها للشيخ اليعقوبي : نعم يصح ان يزور الفرد بزيارة أمين الله المشهورة أيُّ إمامين مع تثنية الضمائر واستند كدليل للخروج عن توقيفيتها بما ورد في قصة الحاج علي البغدادي وذلك حينما التقى بالعبد الصالح وذهب معه لزيارة الامامين الكاظمين عليهما السلام حيث تنص القصة في بعض فقراتها كما نقلها كتاب مفاتيح الجنان وعلى لسان الحاج علي البغدادي :
( .. ثمّ قال لي :
زُر ؟
قلت :
لا أعرف القراءة .
قال :
فأقرأ لك الزّيارة؟
قلت: نعم .
قال :
في أي الزّيارات ترغب ؟
قلت :
اقرأ عليَّ ما هو أفضل الزّيارات ؟
فقال :
زيارة امين الله هي الفضلى، ثمّ أخذ يزُور بها قائلاً :
اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا اَمينَيِ اللهِ في اَرْضِهِ وَحُجَّتَيْهِ عَلى عِبادِهِ ) .
رحم الله تعالى السيد الشهيد الصدر … وحفظ لنا المرجع اليعقوبي وحفظكم جميعا …
علي خليفة جابر
ليلة الثلاثاء 18 ربيع الثاني 1438 هجري
الموافق 17 / 1 / 2017 ميلادي
النجف الاشرف – جامعة الصدر الدينية ( مدرسة البغدادي )
الساعة 15 : 02 بعد منتصف الليل
علي خليفة جابر