المرجعية العالمية
تحققت الغاية ([1])
لقد تحققت بانتشار فروع الحوزة العلمية المتمثلة بجامعة الصدر الدينية في المحافظات بركات عديدة، نذكر منها باختصار:
1- انتشار المعرفة الدينية والتفقه من خلال زيادة عدد الطلبة المنتسبين لهذه الحوزات، وقيامهم بعد تعلمهم بنشر المدارس القرآنية وحلقات العلوم الدينية في مجتمعاتهم.
2- التعريف بالحوزة العلمية وأهدافها وبرامجها ومناهجها مما كان مجهولاً قبل هذا لانحصارها في النجف الأشرف مما لا يتيح الفرصة للتعرف عليها إلا من قبل القليل.
3- انتشار الصلاح في المجتمع لما يمارسه هؤلاء الطلبة – من الرجال والنساء- الذين بلغوا الآلاف من التأثير في المجتمع وهدايته نحو الصلاح.
4- بروز طاقات وإبداعات علمية وفكرية كشف عنها وجود هذه المؤسسات العلمية وحضورهم فيها.
وهذا ما شجعني على إعلان مشروع ينهض بالأمة ويساعدها على الارتقاء نحو الكمال، وهو تشجيع هذه الطاقات الخلاقة على مواصلة التحصيل العلمي حتى تتحقق عندهم ملكة الاجتهاد وتتوفر فيهم شروط الإفتاء ليكونوا مراجع محليين في مدنهم، فيكون لكل محافظة قائد ومرجع ديني يقوم بكل وظائف النيابة عن المعصومين سلام الله عليهم بالتنسيق مع المرجعية العليا في النجف الأشرف.
وإنني متفائل بإمكان تحقيق مثل هذا المشروع بوجود العقول المبدعة في المحافظات وقد كشف عن ذلك تفوقهم العلمي في دراساتهم الأكاديمية وسعة ثقافاتهم وعمق تفكيرهم.
وأستطيع أن أقول أن كثيراً من العلوم الأكاديمية تساهم في خلق الذهنية الاجتهادية والإبداع ولا يحتاج صاحبها إلا إلى التزود بأدوات الاجتهاد من العلوم الداخلة في عملية الاستنباط وهو لا يحتاج إلى زمن طويل.
لقد كانت هذه الحالة موجودة في الأزمنة السابقة حيث يوجد مراجع في النجف وكربلاء والحلة والكاظمية، بل حتى في غيرها من المدن، وأجد اليوم الفرصة مؤاتية أكثر من ذي قبل.
ومن الواضح التأكيد على أن هذا المشروع يكون وفق الضوابط المشدّدة المعمول بها وليس خاضعاً للأهواء والإدعاءات، فلتكن همتكم كبيرة وطموحاتكم رفيعة، وإن الله تعالى عند حُسن ظن عبده.
([1]) وردت هذه الخاطرة في حديث سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) مع وفد أساتذة وطلبة جامعة الصدر الدينية فرع الكاظمية وحشد من أبناء مدينة قلعة سكر يوم السبت 10 ع2 1431 المصادف 27/3/2010.